حصلت جمعية التوفير والتسليف التعاونية للمشاريع النسوية محدودة المسؤولية في محافظة نابلس على الموافقة على ضمان أربعة مقاصف مدرسية للسنة الدراسية 2013- 2014 وهي: مدرسة بيت دجن الثانوية، مدرسة برقة الثانوية، مدرسة مادما الثانوية ومدرسة الخالدية الأساسية في المدينة، وقد تم تأمين قيمة الضمان المطلوبة من خلال القرض المقدم من الصندوق الفلسطيني للتشغيل والحماية الاجتماعية.
هذا مع العلم ان الجمعية بدأت بضمان المقاصف المدرسية قبل ذلك بثلاث سنوات، وقد تفاوت عدد المقاصف في كل عام لأسباب عديدة، منها عدم توفر سيولة كافية لدى الجمعية لدفع بدل قيمة الضمان المطلوبة، او لمعايير خاصة في وزارة التربية والتعليم.
وبغض النظر عن عدد المقاصف في كل سنة، إلا أنها كانت تعد فرصة حقيقية لتشغيل للنساء، وتشكل بداية انطلاقة لانخراط النساء في سوق العمل، مما جعل تفكير عضواتنا العاملات في المقاصف يتركّز على إمكانية إستدامة هذه الفرصة بالسنوات القادمة، سواء من خلال الجمعية او بشكل فردي، ومثال على ذلك: لم تتح الفرصة للجمعية خلال العام 2013 لضمان مقاصف جماعين كما في السنوات السابقة، ولكن نتيجة للخبرة استطاعت إحدى العاملات في المقاصف ضمان مقصف للمرحلة الابتدائية بشكل فردي، وذلك نتيجة لخبرتها خلال السنوات السابقة، إضافة الى ان توفّر قيمة المبلغ المطلوب لضمان المقصف ضمن امكانياتها الخاصة.
وبالإضافة إلى ما سلف من أهمية هذا المشروع بتوفير فرص عمل ودخل لعدد من العضوات وعائلاتهن، فقد ساهم هذا المشروع ايضا بتغطية جزء من مصاريف الجمعية لضمان استدامتها واستدامة عملها.
أما الأثر الأكبر والأهم، من وجهة نظرنا، فهو الدور الكبير الذي لعبته الجمعية من خلال هذا البرنامج بتعزيز ثقافة الغذاء الصحّي، والذي تتبنّاه الصحّة المدرسية من خلال مساعدة الطالبات بالعدول عن شراء الأطعمة غير الصحّية مثل المقرمشات والحلويات وتعويضهم بغذاء صحّي، وبناء ثقافة غذائية سليمة للجيل الناشئ، مما سيكون له أثر ملموس على الأسر بصورة مباشرة وعلى أسر الطالبات وأولادهن بالمستقبل، وقد كان للتبرع بالثلاجات لمقصفين الأثر الايجابي للحفاظ على الأطعمة الطازجة وحفظ العصائر وتلبية حاجة الطالبات الصحية لتحقيق هذا الهدف.
ومن مؤشرات نجاح هذا المشروع، أن حصل مقصف مدرسة برقة الثانوية على جائزة التميّز والإبداع على مستوى الوطن ضمن مبادرة إلهام فلسطين، حيث عملت اللجنة الصحّية مع مقصف المدرسة بتعاون كبير ليقوم المقصف بتلبية احتياجات الطالبات من الغذاء الصحّي، وتعزيز وعيهنّ بأهمية الغذاء الصحّي داخل وخارج أسوار المدرسة، ذلك لترسيخ قناعة الطالبات بضرورة تبنّي هذه الفكرة حتى وهنّ خارج المدرسة. وقد نجح المقصف من ايجاد البدائل الصحية للطالبات مثل: (سحلب، تبولة، بليلة، بوشار، ترمس) إضافة الى مشاركة الطالبات بتنفيذ رسومات على جدران المقصف الخارجي تعبيراً عن أهمية المقصف للغذاء الصحي، هذه الانشطة مجتمعة أهلت المدرسة للحصول على الجائزة.